الجمعة، 8 مايو 2009

2- الحوقلة


بقلم: عبد الرحمن عمر

كنا جلوسا مع فضيلة الشيخ (مروان أحمد مروان) - رحمه الله وأعلى قدره وأظهر مقامه - فقال له أحد المريدين: نريد فائدة يا مولانا تيسر لنا الأرزاق.
وقد ترك الشيخ مروان صيدلية نبوية تتمثل في كتاب "نور القلوب لتفريج الهموم والكروب" الذى يتألف من سبعة عشر بابا فيه ما يحتاجه الإنسان من فوائد تيسر له حياته وتفرج عنه ضيقة، وكل هذا مأخوذ من الطب النبوى.
وكنا نرى فضيلة الشيخ مروان أيام فضيلة الشيخ "محمد الطاهر" شيخا جليلا ولكنه كان يرى نفسه مريدًا، وبعد انتقال فضيلة الشيخ "محمد الطاهر" التزم نفس الأسلوب مع فضيلة الشيخ "عامر عبد الرحيم سعيد" الذى كان فى أيام سيدنا الشيخ محمد الطاهر يقول لنا حينما شعر بزيادة تعلق الإخوان به: (أكبر دليل على مشيخة الشيخ الطاهر أنه يحكمنا وهو موجود فى الأقصر) وهذه الكلمات توزن بميزان الذهب، وكان يجلس فى حضرة الشيخ فى منتهى الأدب وكان جميع المشايخ من العلماء فى هذه الفترة أمثال الشيخ الأمير الحفني والشيخ حسين خليل والشيخ محمد فهمى والشيخ حسن عبد الجابر والشيخ المصرى والشيخ محمد الراوى والشيخ حنفى والشيخ عبد الرحيم عبد الجابر وآخرين تشعر بهم فى حضرة الشيخ أنهم مريدون أتوا لينالوا البركة من شيخهم.
وكنا نحبهم و نُجلهم لما نراه منهم من تواضع وزهد وكان قدرهم يزيد كلما زاد تواضعهم وقربهم من الشيخ وكانوا يعلموننا حب الشيخ والتعلق به كما يعلموننا الأوراد والفوائد، وكنا نشعر أن الطريقة عبارة عن مدرسة لها ناظر واحد والجميع طلبة وإذا حدث أن أراد أحد المريدين أخذ العهد وطلب من أحد العلماء ذلك يقول له انتظر حتى يحضر سيدنا الشيخ على الرغم من أنهم جميعًا مأذونين بالإرشاد.
نظرت ابنتى إلى وقالت: "كنت أظن أنك ستتحدث عن الحوقلة كما وعدتنى فى الجلسة السابقة و لكنى أراك قد غيرت الموضوع وتحدثت عن المشايخ رضى الله عنهم".
فقلت لها: وأنا عند وعدى وسوف أكمل إجابة الشيخ مروان على المريد الذى أراد فائدة لتيسير الأرزاق فقال له الشيخ مروان: ("قل الحوقلة" فرد المريد: "و ما الحوقلة؟" قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" كل يوم على قدر جهدك) وقصَّ عليه قصة عوف بن مالك الأشجعى - رضى الله عنه - الذى أسَرَ الأعداءُ ابنًا له يُدعى سالمًا فذهب إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - وحكى له عن ابنه فقال له النبى - صلى الله عليه و سلم - أكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فجعلها وزوجته وردا مستمرا من الصباح إلى المساء إلى أن سمعوا الباب يطرق ففتحاه ليجدا ابنهما الأسير أمامها وقد ساق إبل وخيل الأعداء أمامه وبعد أن استراح قصَّ عليهم ما حدث له، قال: "كنت مقيدًا وعلىَّ حارس فنام الحارس وقطعت الحبل المقيد به، فقمت وسقت أمامى كل هذه الأنعام فعلموا أن هذه ببركة الفائدة التى أعطاها إياهم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وقد ورد (أنها كنز من كنوز الجنة) وفى رواية (كنز من كنوز تحت العرش) وأنها (دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم) وأنها (غراس الجنة) فقد روى الإمام أحمد بسند حسن أن النبى - صلى الله عليه و سلم - (ليلة عرج به إلى السماء مر على سيدنا إبراهيم - عليه السلام - فقال له يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة، قال وما غراس الجنة؟ قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وأخرج ابن أبى الدنيا أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (مائة مرة) لم يصبه فقر أبدا) وهذا الحديث يدل على أنه ورد ومحدد العدد وله فائدة وهذا يثبت أن أوراد المشايخ سنة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وفى رواية: (يا معاذ أتدرى ما تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله؟ لا حول عن معصية الله إلا بقوة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله، يا معاذ هكذا حدثنى جبريل عن رب العزة) رواه الديلمى عن ابن مسعود رضى الله عنه.وفى كتاب (ابن السنى) عن على - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا على.. ألا أعلمك كلمات إذا وقعت فى ورطة قلتها، قلت: بلى، جعلنى الله فداك، قال: (إذا وقعت فى ورطة فقل بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء) وقد قال الإمام النووى بأن الورطة معناها الهلاك، وسوف نتحدث فى اللقاء القادم إن شاء الله عن البسملة إن أبقانا الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق