الثلاثاء، 26 مايو 2015

الشيخ أحمد خليفة.........من رجالات الطريقة

استأذنت فضيلة الشيخ الطاهر للكتابة عن الشيخ أحمد خليفة - فقال لي اقرأ كتاب الأستاذ بكر إسماعيل (ممثل كوسوفا في مصر )
والذي ألفه عن الشيخ أحمد في حياته - في مقدمة الكتاب يقول عنه فضيلة الشيخ الطاهر انه رجل جاد في حياته كلها محترم في نفسه وأسرته ويتمتع إلى جانب ذلك بإخلاص ونقاء لا يعرفه أكثر الناس ينزع في كل أرائه  وتصرفاته إلى صدق ومراعاة لربه بدرجة لا تتوافر اليوم لكثير من فضلاء هذا العصر الذي نعيشه ولذلك فهو شخصية بارزة على الساحة ، نادرة الوجود ، فهو شديد النقاء ، شديد الإخلاص ، لا يعمل لأهداف شخصية. ورغم ذلك كله فهو نموذج محبب للجميع يصادقونه لأنهم يأمنون جانبه ، فهو صادق لا يخون ، ولاستهويه مطامع خاصة .
  كان أبرز ما يميز فضيلة الشيخ أحمد الرجولة والصدق رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته         
الاسم: أحمد خليفة محمد على                                                   
رئيس الإدارة المركزية لمكتبة الأزهر الشريف سابقاً.
مولده و نشأته العلمية :ولد الشيخ أحمد خليفة في قرية الغنيمية التابعة لمركز البلينا  محافظة سوهاج في سنة 1938 م .
 تعلم الشيخ أحمد خليفة في كتاب الشيخ عبد الجواد الذي كان في قرية مجاورة.
وفي ذلك يقول الشيخ /  أحمد خليفة : ( كان أهل القرى في ذلك الوقت يستبشرون خيراً بحفظ القرآن الكريم ).
وقد بدأ مثل بقية أطفال القرية حفظ القران الكريم في كتاب الشيخ عبد الجواد وكان الشيخ عالماً فاضلاً يتميز بحسن الخلق ثم انتقل الشيخ / أحمد خليفة إلى مدينة جرجا لكي يقرأ القرآن الكريم على فضيلة الشيخ /أحمد شحاتة,وكان يحفظه برواية (حفص) وهى الرواية السائدة في مصر فأصر الشيخ أحمد شحاتة – رحمه الله – أن يؤخره عاماً عن الالتحاق بالمعهد الأزهري في جرجا حتى يقرأ القرآن الكريم برواية ورش .
وقد ذهب الشيخ / أحمد خليفة إلي والده ليشكو إليه إصرار الشيخ على تأخيره عاماً من أجل قراءة "ورش" فقال له : ولماذا أتيت ؟ فقال له : لأخبرك. فقال : اذهب إلى الشيخ وامكث هذا العام ونفذ ما قاله لك  الشيخ.
الشيء العجيب في هذا الموضوع أن والده جعله يعود إلى جرجا دون (طعام ولا شراب) رغم ان ألغذاء كان موعداُ لأنه خالف أمر الشيخ .
اخذه العهد وتلقيه الطريق
تزامل الشيخ أحمد رحمه الله والشيخ الطاهر فى فترة الدراسة بالجامعة وتزاملا فى العمل وتزاملا فى السكن جمع الله بينهما هذه المدة الطويلة ولم يكن بينهما حوار عن الطريق الصوفى ولا عن تلقى العهد حتى زارهما الأستاذ ابو الفتوح عويش فى مكتبة الازهر أثناء العمل وكان على علاقة بهما كلُ على حده وكان يعرف الشيخ الطاهر من خلال تتلمذه على والده الشيخ محمد الطاهر فى الطريق وكان يعرف الشيخ أحمد من معهد جرجا حيث أنه كان استاذا له فى معهد جرجا ثم عرف من خلال الاستاذ ابو الفتوح صلته بالشيخ الطاهر وأنه تلميذ والده فى الطريق. ثم بحكم فطرة الشيخ أحمد السمحة وحبه للسلوك الصوفى من خلال والده رضى الله عنه طلب منه الاستاذ ابو الفتوح ان يتلقى الطريق على يد الشيخ محمد الطاهر وكان الشيخ محمد الطاهر متوجها الى الاقصر بعد زيارة للقاهرة وفى مطار القاهرة اصطحب الاستاذ ابو الفتوح الشيخ احمد الى الشيخ محمد الطاهر لتلقيه العهد. واشار الشيخ محمد الطاهر وقال اذهب للشيخ عامر وخذ عنه العهد. وقد كان. وكانت هذه آخر زيارة للشيخ محمد الطاهر للقاهرة حيث أنه توفى بعد عودته لبلده ارمنت حيث دفن رضى الله عنه.
الشيخ /أحمد خليفة يتزوج دون أن يرى زوجته :
تزوج الشيخ في سن متأخره ، حيث أنه ظل قرابة سبع سنوات في الجيش ،وبعد خروجه منه وعمله بالأزهر نصحه صديق له بالزواج ،ويروى لنا الشيخ قصة زواجه قائلاً :
 ( بعد تخرجي كنت أسكن في شقة بحدائق القبة ، وكان أصدقاء الطفولة يأتون لزيارتي عندما ينتدبون للعمل في الامتحانات بالقاهرة ،وفي أحد الأيام قال لي أحدهم – وكان زميلاً لي منذ الطفولة لابد وأن تتزوج فقلت له : هل لزوجتك أخت ،فقال : نعم ،قلت له : أراها ،فقال : لا أحد يرى بناتنا فذهبت إلى فضيلة الشيخ عبد اللطيف الليثي، وكان مدير التعليم الثانوي واستاذاُ لي لأخذ مشورته، وقلت له أن زميلا لي عرض علىّ أخت زوجته وهى ابنة الحاج عبد اللطيف وكان الشيخ يعرفه فقال لي بنت الحاج عبد اللطيف تتزوجها حتى ولو كانت عورة أو مكسورة أو بها أي عيب ، يكفي أنك تتزوج ابنة هذا الرجل وقد كان ، ولأن زوج شقيقتي توفي قبل زواجي بفترة قصيرة اضطررنا أن نحتفل بالزواج في أضيق الحدود ، ولم يحضر من أهلي سوى أخي ، والطريف أن زواجي تم في يوم الخميس ،واستدعيت للجيش ضمن ضباط الاحتياط يوم السبت ).
ثمرة هذا الزواج :
رزق الله الشيخ /أحمد خليفة من  هذاالزواج المبارك بنتاً وثلاثة أبناء،تخرجت البنت في كلية الهندسة جامعة عين شمس ،والأولاد الأكبر محمد تخرج في كلية الصيدلة ،والثاني عامرتخرج في كلية التجارة ، والثالث الطاهر تخرج في كلية التجارة ، ولأنه كان يتمنى أن يدرس اللغات الأجنبية إلي جانب اللغة العربية أدخل أولاده مدرسة طلائع الكمال الإسلامية للغات ، ويقول عن ذلك :( هذه المدارس تملكها أم الأطباء الدكتورة /زهيرة عابدين ، والدكتور/ محمد أبو الفضل ، وقد حصلت ابنتي  على الثانوية العامة من هذه المدرسة ،أما ابني محمد فقد كان في السنة السادسة الابتدائية ،عندما جاء عمه لزيارتي وعلم أنه لا يوجد في أولادي من دخل الأزهر ،فقال : كيف تحرم البيت من الأزهر !؟ وبالفعل أدخلت محمد المعهد النموذجي الأزهري في مدينة نصر ).
مع القرآن الكريم :
أدرك الشيخ /أحمد خليفة بحكم نشأته وفطرته أهمية حفظ القرآن الكريم فحرص على تحفيظه بقدر المستطاع لأولاده ، ثم أحضر لهم شيخاً كي يتابع معهم حفظ القرآن ، وعن ذلك يقول: كانت ابنتي أكثر أولادي حفظاً للقرآن ،ورغبه في تعالم الدين للدين ولذا عندما وصلت إلي السنة الرابعة الابتدائية أصرت أن ترتدي الحجاب على الرغم من صغر سنها ولم تحصل على دروس خصوصية طوال دراستها وإنما كانت تدخل في معركة تحد مع الكتاب تنتصر فيها عليه ، فهي تهوي القراءة فقد وجدت فى مكتبة والدها الزاد المعين لها على تحقيق هذه الهواية وتقول : ( ( كنت احرص في كل إجازة صيفية على أن أنتقى من مكتبة والدي مجموعة من الكتب أحرص على قراءتها طوال الإجازة وهى ليست كلها لكتاب وأدباء عرب ، فأنها تهوى القراءة بالإنجليزية "لوليم شكسبير""وتشارلز ديكنز" فلديهما قدرة نادرة في التعبير عن المشاعر الإنسانية برقى وسمو، تقول وللأسف فإن ما قرأته باللغة الإنجليزية كان أكثر احتراماً ورقياً إلى حد بعيد مما قرأت لأدباء هذه الأيام باللغة العربية ) ) .
يقول الشيخ احمد رحمه الله تعالى "ولم تواجه ابنتي من مشكلات الاختلاط المنتشرة داخل الجامعة في هذه الأيام ، تقول: ( لقد وضعت لنفسي حدوداً منذ أول يوم في تعاملاتي مع الزملاء ، واحترموا هذه الحدود ، وأنا أرى أن الفتاة تستطيع أن تفرض احترامها على الآخرين إذا أرادت ).
أسلوبه في الإدارة
الشيخ أحمد خليفة رجل ذو خبرة عالية بالإدارة وحسن التعامل مع متطلبات العصر كما أنه على درجة فائقة من الانضباط والتميز في أعماله وحياته الشخصية .
كما أنه قام بجهود بناءة في سبيل تطوير مكتبة الأزهر وتحديثها ووضع مقتنياتها من المخطوطات والمطبوعات على أحدث الوسائل التكنولوجية مساهمة في نشر العلم والثقافة في ربوع الأرض ، وهذا عمل طيب مشكورة لا يقوم به إلا الأفذاذ الذين يعملون على تقدم وطنهم ، والرقى به ، والسمو به نحو الأفضل ، كما أنه بذلك قدم خدمة جليلة للباحثين والمثقفين بصفة عامة وللأزهر الشريف وتراثه الإسلامي بصفة خاصة ، وهو بذلك يعتبر من الرواد الذين حملوا لواء الدعوة الإسلامية ونشرها من خلال المجال والمكان الذي يديره ويعمل فيه ، كما أنه يعتبر من الرواد الذين قاموا بحماية وحفظ التراث الإسلامي وصيانته والعناية به ليظل ذخرا وفخرا للمسلمين على مر الدهور .
وفاته

 انتقل إلى رحمة الله تعالي فضيلة الشيخ أحمد خليفة في شهر مارس سنة 2005 ودفن حسب وصيته في بلده البلينا في مقابر الأولياء ببني حميل .غفر الله له وأسكنه أعلي درجات الجنة وألحقنا به على الإيمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق