الجمعة، 22 أكتوبر 2010

الصمت لغة العظماء

مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصمت فى أكثر من حديث فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يحب الصمت عند ثلاث، عند تلاوة القرآن وعند الزحف وعند الجنازة" وقال أيضًا: "من كثر كلامه فيما لا يعنيه كثرت خطاياه" وقال أيضًا "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" وقال: "من صمت نجى" وقال: "من سره أن يسلم فليلتزم الصمت" وقال: "إن أكثر خطايا ابن آدم فى لسانه"، وقال سيدنا معاذ بن جبل رضى الله عنه، يا رسول الله أوْصِنى, قال: :اعبد الله كأنك تراه وعدّ نفسك فى الموتى، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك من هذا كله، وأشار صلى الله عليه وآله وسلم بيده إلى لسانه, قال: فقلت يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول؟ قال: ثكلتك أمك يا ابن جبل وهل يكب الناس فى النار على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم".
ومن آفات اللسان الغيبة والنميمة والكذب والسِّباب والسخرية ولن ننجو من هذه الرذائل إلا بالصَّمت، والحكمة تقول: إذا كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب ومن كثر كلامه كثر خطؤه. وقد أرشدنا ربنا سبحانه وتعالى إلى ذكره لنشغل به ألسنتنا فى كل وقت وعلى أى حال فى قوله تعالى: (إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) وقد ورد أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - قال بعد أن تلى هذه الآيات: "ويل لمن قرأهن ولم يتدبرهن" والتفكر والتدبر لا يكون إلا مع الصمت والصمت محمود فى كل وقت إلا عن الحق فالصامت عن الحق شيطان أخرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق