الثلاثاء، 16 يونيو 2009

الأمـر بالمـعـروف والنهى عن المنكر

نتباهى كثيرًا بقول الله سبحانه وتعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ونضعها فى الميادين ومداخل المدن، ونحن فى هذه السطور سوف نلقى الضوء على هذه الآية، فهذه الآية الكريمة من يقرؤها يسعد بها وينشرح لها، وهى بمثابة وسام على صدر كل مسلم لأن المتحدث هو الله والمبلغ حضرة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمبلغ إليه الأمة الأسلامية، ولكن يجب أن نكمل الآية التى شرطت علينا شرطًا للخيرية وهو: (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) (آل عمران:110)، إن ما دفعنى لكتابة هذه المقالة ما نراه من إعلانات تحثُّ على فعل المنكر وترك المعروف.. ومما نراه اليوم فى ملاعب الكرة من مشجعين يقفون فى المدرجات بالساعات يرقصون ويهتفون باسم ناديهم ويتلفظون بألفاظ بذيئة ضد المنافس فلا يعترض أحد ويقول هذا منكر أما إذا رأوا مجموعة تذكر الله ويتمايلون فى الذكر نشوة وطربًا بذكر الله فهنا يكون الاعتراض.
هذه الأمثلة ذكرتنى بحديث لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول فيه: كيف بكم إذا فسق شبابكم وطغت نساؤكم وكثُر جُهَّالكم.. قالوا: أو ذلك كائن يا رسول الله؟ قال: وأشد من ذلك، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر؟ قالوا: أو ذلك كائن يا رسول الله؟ قال: وأشد من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا ورأيتم المنكر معروفًا؟".. الحديث.
فإذا تأمَّل الإنسان حال أمتنا اليوم يجد ما تنبَّأ به النبى – صلى الله عليه وسلم – قد حصل، نسأل الله السلامة.
وعنه - صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال (
من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم، وقد قال العلماء فى شرح هذا الحديث: التغيير باليد للحكام وباللسان للعلماء وبالقلب لسائر الناس، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71) إذن.. فكل منا مطالب بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حتى نكون خير أمة أخرجت للناس، فهل فعلنا ذلك؟!
– وقد جاء فى صحيح مسلم من حديث أبى ذر – رضى الله عنه – عن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: يصبح على كل سلامى أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهى عن المنكر صدقة، ويجزى من ذلك ركعتا الضحى يركعهما" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن النبى -‏ ‏صلى الله عليه وسلم -‏ ‏قال:‏ (‏كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فليبدأ كل منا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى محيط أسرته وكل من تشملهم رعايته حتى نصل إلى الخيرية التى منحها الله للأمة الإسلامية، ولا نكون كبنى إسرائيل الذين قال الله عنهم فى كتابه العزيز: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون ● كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) المائدة: 78، 79.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق